الخـطـوة الـرابعــة: الجـدار الفاصـل وحـركـة السـكان
يتم الإحتفاظ بالجـدار الفاصل الذي بنتـه اسرائيل بينها وبين الضفة الغـربية خلال المراحل المبكرة من التسوية الأمر الذي قد يستغرق عدة سنوات، غـير أنه يتم إزاحة الجـدار تدريجيا نحـو الأراضي الإسرائيلية حيثما يقتطع الأراضي الزراعـية التابعـة للقرى الفلسطينية عـلى طول الخـط الأخضر بغـية إعـادة الإستمرارية الجغـرافية إلى الضفة الغـربية وإعـادة الموارد الإقتصادية الضرورية لحياة سكانها .
بعـد إتمام ذلك يجري فـتح الحدود بين الإردن والضفة الغـربية كي يتمكن الفلسطينيون من السفـر والتبادل التجاري وفـق النظم والقوانين المعـمول بها حاليا بين مختلف الدول . كما يتم فتح الحدود بين غــزة ومصـر وفـق النظم والقوانين ذاتها إلى أن يتم إعـادة ربـط القطاع بالضفة الغـربية كما هو مذكور في الخطوة الخامسة فيما يلي.
لن يسمح للفلسطينيين خلال تلك المرحلة من عـبور الحدود إلى داخـل اسرائيل للعـمل ، حيث أن فرص العـمل سوف تصبح متوفـرة في أراضيهم وفي الحقول المتصلة بقراهـم الأصلية أو العمل في بعض الصناعات الخفيفة ، كما سيصبح بإمكانهم بعد فتح الحدود مع مصـر والأردن أن يمروا عبر هذين البلدين للعـمل في أي بلد آخر قد يكون بحاجة إلى يـد عـاملة كما هو الحال بالنسبة لليد العـاملة المهاجرة الأخرى في العـالم . هذا فضلا عـلى أنه سيكون لهم وطـن يعـودون إليه ، أي إلى غـزة والضفة الغربية ، في أي وقت يشاءون .
ومن المهم أن نذكر بأن فتح الحدود هو في مصلحة شعـب اسرائيل هو الآخر. فخفض حدة الضغوط اللاإنسانية المفروضة على الفلسطينين والمشابهة لما كان يجري في المعتقلات السوفيتية ستزيل إلى حد كبير المسببات التي تدفع الفلسطينيين إلى إطلاق صواريخ باتجاه المستوطنات الإسرائيلية خاصة لكونهم سيكونوا حريصين على الحفاظ على مصدر رزقهم خارج الأراضي الفلسطينية .
الخـطـوة الخـامسة: إعادة ربط الضفة الغربية وقطاع غـزة بباقي المنطقة
يبدأ في تلك الخطوة بناء نـفـق تحت الأرض لمـد طريق بري وخـط سكة حديد يـربط الضفة الغـربية وقـطاع غــزة مثل الخط الواصل تحت بحر المانش بين القارة الأوروبية والجزرالبريطانية ، أو خـط المترو الجديد الذي يربط بين ضفـتي بحـر مـرمـرة في مدينة اسـطنبول عبر نفق تحت البحر، وذلك لربط جزئي فـلسطين بعـضهما ببعــض دون عــبور الأراضي الإسرائيلية . وسـوف يؤمن هذا النفـق للضفة الغربية منفذا عـلى البحـر الأبيض المتوسط والحدود مع مصـر ، كما سيسمح بـربط غــزة بباقي العـالم العـربي شرق نهر الأردن . وفضلا عن ذلك سوف يعطي الممر للأردن مخرجا عـلى البحر الأبيض المتوسط . ومحصلة المشروع أنه سوف يعـيد إعـادة ربط بلاد الشام بمصر و أفريقيا لأول مـرة منذ أن قطعـت الطريق عـبـر فلسطين إثر تأسيس دولة اسرائيل عـام ١٩٤٨ . أما الإنعكاسات الإقتصادية الإيجابية التي ستترتب عن هذا المشروع على اقتصاد فـلسطين والدول المجاورة بما فيها اسرائيل فيما بعد فستكون هائـلة .
|