0) { $base_dir .= '.'; for ($i=1; $i < $addDots; $i++) $base_dir .= '/..'; } require_once($base_dir . '/libraries/lib.Common.php'); require_once($base_dir . '/libraries/lib.Database.php'); ?>
محمد علي الطاهر
 

نبذة ذاتية

>

صفحة

خلال وجوده في دمشق نجح المسؤولون السوريون في إجراء مصالحة بين أبا الحسن والهاشميين في الأردن ، حيث كان أبو الحسن طوال حياته عدوا لدودا للملك عبدالله الأول ، أي جد الملك حسين الراحل والجد الأكبر للملك الحالي عبدالله الثاني .

خلق الإنجليز إمارة شرق الأردن ، التي سميت فيما بعد بالمملكة الأردنية الهاشمية ووضعوا على رأسها الأمير عبدالله ابن الحسين الذي أصبح ملكا عليها بعد أن جاؤوا به من الحجازعام ١٩٢١ . وكانت تسانده في اbلحكم في تلك الأيام قوة من الجيش البريطاني إلى أن تم تشكيل قوة مكونة من بدو القبائل بقيادة ضباط من الجيش البريطاني . وقد أطلق على تلك القوة اسم "الجيش العربي"، Arab Legion ، بقيادة اللواء جون باجوت جلوب المعروف باسم جلوب باشا.

وقد أخذ أبوالحسن موقفا معاديا تجاه تلك الإمارة لعدة أسباب ، أولها أنها كانت اختراعا آخرا للإنجليز في المنطقة ، ثم ، وما هو أهم من ذلك بكثير ، أنه بينما كان شعب فلسطين يدافع عن وطنه من الإحتلال البريطاني ومن المهاجرين والمقاتلين اليهود الذين دفقوا عليه خاصة في الثلاثينات والأربعينات ، كان الملك عبدالله يتفاهم في الخفاء مع زعمـاء الحركة الصهيونية والوكالة اليهودية كي يقطتعوا له بعضا من أراضي فلسطين. هذا في الوقت الذي كان ضباط وجنود الجيش العربي ، أي جيشه ،  يسقطون تحت رصاص اليهود . هذا فضلا عن منعه  المتطوعين والعتاد والذخيرة من الوصول إلى المقاتلين الفلسطينيين الذين كان يطلق عليهم لقب المجهادين . ولاعجب في أن قام أحدهم باغتيال الملك عبدالله عام ١٩٥١ نتيجة لما اعتبره الفلسطينيون خيانة عظمى في وقت الحرب بعد أن كادت البلاد أن تسقط بكاملها في أيدي العدو .

وقـد حالت العمليات العسكرية الناجحة التي بـادر بها قائد الجيش العربي في منطقة القـدس القائد (كولونيل) عبدالله التل ، وضباطه في مناطق أخرى من فلسطين خلال عامي ١٩٤٨ و١٩٤٩ ، حالت مبادرته دون سقوط مدينة القدس القديمة وبعض ضواحيها في أيدي قوات الهاجانا (Haganah) اليهودية. وإن كانت القدس القديمة وما تبقى من فلسطين قد سقطوا بين أيدي الإسرائيليين في نهاية الأمر عقب حرب يونيو (حزيران) ١٩٦٧.

القائد عبدالله التل الحاكم العسكري العام للقدس عام ١٩٤٨

نجح الزعماء السوريون كما يبدو في إقناع صديقهم أبا الحسن بأن الملك حسين الذي أصبح ملكا على الأردن بعد اغتيال جده وتنحي والده الملك طلال عن العرش الأردني ثم استغناؤه عن خدمات الجنرال جلوب باشا أنه لم يقصر مع الفلسطينيين من عدة نواح ، وأنه لا فائدة من معاداته هو ومملكته بل ربما حان وقت طي صفحة الماضي . ولابد أن أبا الحسن قد وافق على ذلك لأن الرئيس السوري شكري القوتلي قد جمع الرجلان خلال زيارة رسمية للملك لدمشق ونجح في إجراء المصالحة بينهما .

 
Eltaher.org © | اتصل بنا