محمد علي الطاهر
 

وثـائـق ومراسلات وصــور

>

تـونس

>

صـورة

صـورة رقم ٣١ / ١٦٣
1954 - Bourguiba prisoner صورة الحبيب بورقيبة عند نقله من المنفى بجزيرة جالطة (لاجاليت) غير المأهولة قرب ساحل تونس الشمالي حيث نفته فرنسا عام ١٩٥٢ مدة عامين .

لما نفت سلطات الإستعمار الفرنسي بورقيبة عام ١٩٥٤ إلى جزيرة جروا قرب ميناء لوريان على ساحل فرنسا على المحيط الأطلنطي وجه محمد علي الطاهر برقية إلى حاكم الجزيرة قال له فيها: "إني أهنئك بحلول زعيم تونس الحبيب بورقيبة في جزيرتك . إن العالم الشرقي لينتظر منك العمل على راحته ومعزة مكانته ، وأن لا يصدر منك نحوه ما يكدره ويجعلك مثل سير هادسون لـو الحاكم البريطاني لجزيرة سانت هيلين في القرن السابق مع نزيله الامبراطور العظيم نابليون بونابارت ."

ويقول محمد علي الطاهر في كتابه "خمسون عاماً في القضايا العربية" أنه حرر البرقية باللغة العربية ثم قام المناضل التونسي صالح بن يوسف الذي كان يزوره صدفة في "دار الشورى" بترجمتها إلى الفرنسية ، بعد أن قام الدكتور محمد صلاح الدين باشا ، وزير خارجية مصر الأسبق ، بصياغة البرقية "بأسلوب دبلوماسي أنيق" حسب وصف أبا الحسن . وبعد استقلال تونس عام ١٩٥٦ وتولي بورقيبة رئاسة الوزراء أسر لمحمد علي الطاهر بأن حاكم الجزيرة أعجب بالبرقية وأطلع بورقيبة عليها عندما تسلمها !

وتدعو المناسبة إلى ذكر قصة مماثلة ولكن أحداثها وقعت في اليمن . حيث كان الإمام أحمد ، إمام اليمن ، قد اعتقل الشاب الوطني أحمد محمد نعمان ورمى به في السجن لكونه خالفه في مسألة ما. لما علم أبو الحسن بذلك كتب للإمام أحمد طالباً منه الرأفة بالنعمان . وقد بادر الإمام فبعث برسالة أبو الحسن بعد قرائتها إلى النعمان في سجنه، بل وأصبح يرسل له أيضاً ما يصله من أعداد جريدة "الشورى" التي كان الإمام يقرأها بانتظام ! وقد مرت السنون بعد ذلك وأصبح النعمان رئيساً لوزراء بلاده ! وقد أسر النعمان لأبا الحسن بعدها بسنوات أن زميله في السجن والذي كان يقرأ جريدة أبا الحسن التي كان يحولها الإمام أحمد إليه كان عبدالله السلال الذي أصبح مشيرا في الجيش فيما بعد وأول رئيس للجمهورية العربية اليمنية . وكما قال القائل : الإمام يمان والحكمة يمانية!
صـورة رقم ٣١ / ١٦٣
 
Eltaher.org ٢٠٢٤ © | اتصل بنا