غلاف جواز السفر الفرنسي الذي كانت أم الحسن تحمله قبل زواجها من أبا الحسن. إثر هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى قامت فرنسا بصفتها دولة الإنتداب حسب قرارات عُصبة الأمم ، قامت باقتطاع مناطق جبل لبنان من سوريا الكبرى وخلقت منها دولة جديدة هي لبنان ، الذي احتلته حتى عام ١٩٤٣ . وخلال تلك الفترة أصدرت جوازات سفر فرنسية، دون جنسيات فرنسية بالطبع ، إلى المواطنين اللبنانيين . وقد اقتطعت فرنسا أيضا أراضي لواء (أي محافظة) الإسكندرونة الخصبة في شمال غرب سوريا و"أعطتها" لتركيا ، هذا في الوقت الذي قامت فيه بريطانيا "بإعطاء" فلسطين إلى المستوطنين الأوروبيين من أصحاب العقيدة اليهودية .
أي باختصار ودون الدخول في التفاصيل قامت فرنسا وبريطانيا بابتداع نظام الإنتداب هذا لتسويغ استيلائها على بلاد الشعوب الأخرى وإضفاء شرعية دولية على الجريمة . ولكي "تُطوّب" مثواها ، قامت الدولتان باختراع عُصبة الأمم كي تقوم هذه "بانتدابهما" لفرض سيطرتهما على البلاد المغلوبة على أمرها ، أي أنهما كلفتا أنفسهما بتلك المسؤولية باسم عُصبة الأمم! ولا تزال تلك الألاعيب تُمارس من قبل الدول العظمى الحديثة وإن تعددت تسمياتها واختلفت أسمائها الرنانة ، أي أن شيء لم يتغير منذ منتصف القرن الماضي . فلا عجب إذاً إذا كان هنالك في العالم أناس غاضبين نتيجة ذلك لدرجة اللجوء إلى العنف !
